النحو والصرف
  غَيْر
 

غَيْر

 

     اسم متوغّلٌ في الإبهام. نكرةٌ أبداً، لا يتعرَّف بالإضافة، ولا يُحلّى بـ[ألـ](1).

 

     حُكمان:

                ¨  يلازم الإضافة أبداً، ولا يُقطَع عنها إلاّ أنْ تتقدّم عليه كلمةُ [ليس]، فيضمّ آخره، نحو: [قبضتُ عشرةَ دراهم ليس غيرُ](2).

                ¨  يُعرَب في الكلام على حسب موقعه(3):

     زارني غيرُك          : فاعل

     سألتُ غيرَك          : مفعول به

     نظرتُ إلى غيرِك      : مجرور بحرف جرّ

     اشترِ كتاباً غيرَ هذا   : نعت

     سافر زهيرٌ غيرَ راضٍ  : حال

     نجح الطلاّبُ غيرَ زيدٍ  : منصوب على الاستثناء

     ما نظرتُ إلى الطلاّبِ غيرَِ زيدٍ    : إذا جاء بعد جملة منفية، جاز مع نصبه على الاستثناء، إتباعُه على البدلية مما قبله.

 

     فائدة: مِن التراكيب الفصيحة قولهم مثلاً: [قرأت غيرَ كتابٍ]، ومعناه: قرأت أكثرَ من كتاب.

 *        *        *

 نماذج فصيحة من استعمال [غير]

   ·   ]ربَّنا أخرجنا نعمل صالحاً غير الذي كنا نعمل[ (فاطر 35/37)

     [غير] مضافة في الآية إلى اسمٍ معرفة هو: [الاسم الموصول: الذي]، ومع ذلك وَصَفَتْ كلمةً نكرة هي: [صالحاً]، فدلّ هذا على أنّ [غير] لا تكتسب التعريف مما تُضاف إليه، بل تظلّ نكرة. ولو أنها اكتسبت التعريف مما أُضيفت إليه لما جاز أن تصف نكرة. إذ النكرة لا توصَف بمعرفة.

   ·   ]ومَن أضلُّ مِمّن اتّبع هواه بغير هدى[ (القصص 28/50)

     [بغيرِ]: جارّ ومجرور، وذلك وجهٌ من وجوهها، إذ تُعرَب في الكلام على حسب موقعها فيه.

   ·   ]وهو في الخصام غيرُ مبين[ (الزخرف 43/18)

     [غيرُ]: خبرٌ للمبتدأ: [هو]، وورودها خبراً، هو وجهٌ من وجوهها.

   ·   ]تقولون على الله غيرَ الحقّ[ (الأنعام 6/93)

     [غيرَ]: مفعولٌ به.

   ·   ]ويستبدل قوماً غيرَكم[ (التوبة 9/39)

     [غيرَ]: صفة لكلمةٍ نكرة هي: [قوماً]، و إنما كان ذلك مع أنها أُضيفت إلى الضمير [كم]، والضمير معرفة، لأنها لا تكتسب التعريف مما تُضاف إليه.

   ·   قال أبو قيس بن الأسلت يصف الناقة:

لم يَمنعِ الشُّربَ منها غيرَ أن نطقتْ       حمامةٌ في غصونٍ ذاتِ أوقالِ

     (الأوقال: نبات؛ يقول الشاعر: لم يمنع الناقةَ من الشُّرب إلا تصويت حمامةٍ غنَّتْ على هذه الغصون).

     فِعلُ [يمنع] فاعله [غيرَ]، والأصل في الفاعل أن يُرفع. لكنّ [غير]، إذا تلاها مبني، كما هي الحال في البيت، جاز إعرابها وبناؤها. وقد اختار الشاعر البناء، فقال: [لم يمنع الشربَ غيرَ]، فـ [غير] مبنية على الفتح في محل رفع فاعل للفعل [يمنع]؛ ولو شاء الشاعر أن يُعرب فيقول: [لم يمنع الشربَ غيرُ...] لكان جائزاً.

 *        *        *

 

عودة | فهرس

       

 

 
  Aujourd'hui sont déjà 205 visiteurs (311 hits) Ici!  
 
Ce site web a été créé gratuitement avec Ma-page.fr. Tu veux aussi ton propre site web ?
S'inscrire gratuitement